! بيروت, ما اغنى هذه الكلمة, وما احبّها

!سلام من بيروت

سلام يشع من سمائها، سلام يفعمك في زواياها, مع كل شبر تمشيه وكل دور عبادة تلاقيه، ليهديك ويحيي فيك ذلك الحب للذي وزّع كل الحب ودعى الى الحب, علّ السلام يعم النفوس, مهما كانت الظروف

!بيروت, ما اغنى هذه الكلمة, ما اوسعها, وما احبّها

كلمة تسافر بنا الى الوراء مسافة تتعدى الخمسة الاف سنة و تعود بنا الى الحاضر لترسينا وسط كل ما جمعت من حضارات وثقافات على مدى المسافات تلك. فموقعها الجغرافي المميز يجعلها مركز تجاري وثقافي متعدد الوجوه متأثرا بكل من طمع في هذه الارض وترك ورائه بصمته من دون ان تطغى على بصمة الفنيقيين الاصلية وهوية اللبنانيين الصامدين

ولهذا, فالمشوة في الكثير من شوارع بيروت وبالاخص وسط المدينة تغني النظر والفكر بالارث المتناقل للحضارات الذي يناضل للبقاء شاهد على تاريخ مضى, وسط مدّ المباني الحديثة والاسواق المستحدثة

ومع عيد الفطر المبارك ارتأيت أن اعيّدكم باطيب التمنيات من بيروتنا وانقل لكم بعض اوجهها عساها تشجعكم الى قصدها ايام العطلة والتعرف الى بعض برامجها خلال هذا الاسبوع

ومن وحي المناسبة, سأبدأ جولتنا باحدى اضخم مساجد لبنان ومن اجملها تصميما, داخليا وخارجيا, والذي يعتبر معلم سياحي مهم, مسجد محمد الامين في ساحة الشهداء. وكنت قد زرته نهار الجمعة الفائت مساء وشائت الصدف اني التقيت بالقائمة على ادارة مصلى النساء فيه الحاجة منى التي رافقتني واخبرتني انها ليلة القدر والمتوقع ان يعج الجامع بالمصليين الى حين صلاة الفجر, بعد توزيع السحور على الجموع

يتسع المسجد لاكثر من خمسة الاف شخص وتعلو الزخارف جدرانه وتعكس عدد من الايات القرانية ومزيّن بالكريستال

ومنه الى ساحة الشهداء ومركز مبنى جريدة النهار وخليج زيتونة, نقطة تجمع اليخوت في بيروت ومركز نادي اليخوت وممشى الرياضيين والسواح وملقى الاصدقاء في مقاهيها ومطاعمها الموزعة على طول المرسى والتي ترضي كل الاذواق

ومع اطلاق الحافلات السياحية ذات الطابقين في شهر ايار, اصبح من الاسهل للسواح التنقل بين حوالي الخمسة عشرة محطة سياحية في بيروت على مدى 90 دقيقة والاستماع الى التعليقلت المسجلة بست لغات. والجدير بالذكر ان التذكرة تشمل ايضا جولة سيرا على الاقدام برفقة مرشد في وسط المدينة والدخول المجاني الى المتحف الوطني (43 دولارًا أمريكيًا لمدة 24 ساعة أو 50 دولارًا أمريكيًا 48 ساعة)

وبجولة في شوارع وسط بيروت واسواقها وصولا الى ساحة النجمة المخصص للمشاة فقط تلاقيك محلات من كبرى الماركات العالمية وبشتى الاسعار بالاضافة الى المقاهي والمطاعم والفنادق, ناهيك جمال التصميم المعماري وتوزيع الاشجار التي تضفي رونقا مميزا وبالاخص في فصل الربيع

ومن هنا ولمسافة قصيرة بالسيارة يمكنك الوصول الى الاشرفية وشارع الجميزة أو شارع بدارو الذين يعجون بالمطاعم لليالي ساهرة متنوعة أو الى شارع الحمراء الذي ينبض بالحياة نهارا وليلا

كما ان المرور بشارع الصيفي القريب ايضا ينقلك الى زمن اخر ويخيل لك انك انتقلت لبرهة الى شارع في اوروبا

بيروت, لا يمكن ان نحصر النشاطات المتاحة فيها, ليلا نهارا, وبالاخص مع الامن المستتب في كل ارجائها. فالمتاحف لا تحصى وتغطي جميع الجوانب كمتحف العملة في مصرف لبنان والمتحف الوطني والمتحف الأثري للجامعة الأمريكية في بيروت ومتحف العلوم للاولاد في وسط المدينة ومتحف سرسق في الاشرفية وغيرها كما انها تتضمن حرش بيروت وحديقة الصنائع العامة لمن يرغب في الهروب الى حضن الطبيعة وسط خصب المدينة.

واذكر هنا بعض النشاطات في هذا الاسبوع بدأً بمهرجان الربيع الذي ينطلق اليوم ولغاية الثامن من الشهر وللسنة السادسة عشرة على التوالي في ميدان سباق الخيل. أما لراغبين الافلام القصيرة في الهواء الطلق, فلهم التوجه الى درج القديس نقولا في الجميزة لمشاهدة تحت النجوم بين 7-9 حزيران بدأ من الساعة الثامنة.

واي مكان اجمل لتوديع النهار في بيروت من مطاعمها الموزعة على سطوحها أو مشوتها على الكورنيش والروشة أو الزيتونة

مهما ذكرت عن بيروت ابقى مقصرة بحق كل ما يمكن ان تقدمه ونبقى فخورون بهذه المدينة العريقة في وسط لبناننا الفائق الجمال, علنا نستحقه ونعرف كيفية الحفاظ عليه وعلى بيئته. ولجولاتي المتنقلة في ارجاء هذا الوطن ومقالاتي, تابعوني على

Instagram @ nidal.majdalani

facebook @ Travelling Lebanon @ Nidal Majdalani

Twitter @ Nidal Majdalani

#مش_كل_ما_كزدرنا_وسّخنا_ورانا

#nidalmajdalani #travellinglebanon #نضال_مجدلاني