قصة الغزال في لبنان وبدء موسم الصيد

كان يوم وكأنّه شتاء ببرودته ولكنه ربيع بزهوره ومزروعاته والوانه، وهو يوم من أجمل أيامي إذ كانت المرة الاولى التي ألتقي بهذا المخلوق اللطيف والجميل وأغرق تأملا بعمق عينيه التي لم ترمش وكأنه حديث مسترسل عن حب الأرض وطبيعتها وتقديماتها لحياة فضلى. اذ ان الحياة ليست بالمال والجاه وليست بالتحضر فقط بل هي انسياب وتناغم بين كل المخلوقات التي تساهم جميعا بتقديم باقة كاملة متكاملة لحياة تنبض بعيدة من أي خلل ومرض. ولا يخفى أن ليس هناك من أمل بكمال كهذا اذا لم نعمل لاعادة التوازن الطبيعي ونساهم باحياء نظم إيكولوجية تعتمد على مخلوقات ونباتات انقرضت من جبالنا وودياننا بسبب ما يدعى بالتمدن.

 

وقد حصل منذ بضعة أشهر اني تحدثت الى شخص عن شغفي بأرضنا وطبيعتها وأسفي لما أشهده من مصائب تلم بها في جولاتي، وكانت المفاجأة باصطحابي للقاء رجل من لبناننا أقل ما يمكن وصفه بأنه نبيل لأجل ما يقوم به على نفقته الخاصة وبمجهوده الشخصي، لهدف وحيد وهو ارجاع صنف من الحيوانات المنقرضة في بلدنا الى أراضينا بعد ان يؤمن لها الاحتضان اللازم في محميته الخاصة في عانا.

والجدير بالذكر انه صياد، نعم صياد، وهو كاتب قانون الصيد المنشور سنة 2004 في الجريدة الرسمية والذي يُعمل به حالياً منذ سنة 2017 وبعد مراجعة لجان التطبيق، وساعرض أهمّ نقاطه تباعاً.

وبسبب كثرة الاسئلة التي تلقيتها بعد مشاركتي بصور لهذه الغزلان في مواقعي للتواصل الاجتماعي من زيارتي الاخيرة لمحميّة الغزلان الاحد الفائت، ارتأيت نشر هذا المقال، وبخاصة للإضاءة على موضوع الصيد الذي بدأ موسمه الشهر الحالي وبعد أن مررت بالكثير من خرطوش صيد في مسيري الهايكينغ في الأول منه وكأن الناس بانتظار الموسم بفارغ الصبر.  ويمكنكم الرجوع الى فيديو خراطيش الصيد على الستوريز عبر حسابي الانستغرام وزيارتي لمحمية الغزلان.

الصيد، كما تفضّل وأوضح السيد فؤاد، الصياد وصاحب المحمية، يُعتبر من الوسائل المهمة التي تحافظ على التوازن الطبيعي والتنوع البيولوجي بشرط تنظيمه وفرض تطبيق القوانين بعد دراسة لأنواع الحيوانات التي يمكن اصطيادها ودور هذا الاصطياد في إرجاع توازن النظام البيئي. فعلى صعيد المثال، إذا تكاثر الخنزير البري في منطقة معينة فيصبح صيده مساعداً للطبيعة لان تكاثره يهدد غيره من الحيوانات الأقل عدداً. ومن هنا يأتي دور العلم والدراسات المعمّقة التي تساهم في توجيه الصيد لما يخدم النظم الايكولوجية.

ومن أكثر التهديدات التي نواجهها حاليا في لبنان والعالم أجمع هي التكاثر السريع للكلاب والقطط الشاردة بفعل وفرة غذائها (كالنفايات في الطبيعة)، ويمكنكم البحث عن الموضوع ولمس خطورته الفائقة على الطيور والحيوانات البرية بحيث إنها أصبحت من الاسباب المباشرة لانقراض عدد وفير من الحيوانات والطيور على الارض وهذا المقال هو بعيّنة:

 https://www.bbc.com/news/science-environment

وأكيد لا يكمن الحل بقتلهم ابداً ولا بقتل أي مخلوق ولكن بتنظيم وجودهم وتلقيحهم، لان الأمراض التي ينقلونها تفتك بغيرهم من الحيوانات المهددة بالانقراض. ومن الاسباب الاخرى التي تؤدي إلى تهديد التنوع البيولوجي هي رشّ السموم على المزروعات ورشّ القمح المسموم لقتل الفئران وغيرها مما يساهم في قتل أعداد هائلة من الطيور والنحل وسواها من المخلوقات.

وبالعودة الى محمية عانا، فهي تقع في البقاع الغربي ضمن المحيط الحيوي لمحميّة الشوف ولكنها ليست مفتوحة للزوار بل جلّ هدفها الاهتمام بحيواناتها لتتكاثر، كما يؤكد مالكها.

أسسها السيد فؤاد، الذي فضل عدم ذكر اسمه الكامل، منذ خمس وعشرين سنة، فبدأ بثلاثة غزلان وعلى أرض وضعها بتصرفه الرئيس الشهيد رفيق الحريري لدعم خطوة اعادة الغزال اللبناني الى أراضينا بعدما انقرض. أتى بالغزال اللبناني من البلاد المجاورة وزاد عليه الغزال ذات اللون الأسود من أوروبا كما يحضن في المحمية المسيجة الخروف والماعز البريّ. وذكر هنا أن غابات لبنان كانت منزلا للاسد والنمر والغزال والفيل والدب منذ أقل من مئة سنة ولكن انقرضت كلياً.

ومنذ بعض سنوات، نقل الغزلان الذين يتعدى عددهم المئتين حاليا، بعد أن أطلق بعضها شمال لبنان، الى أرض وجبل أوسع تقدمة العميد كارلوس اده ويعمل السيد فؤاد على زيادة الغزال الأنثى الى الاربعمئة لتنتج اربعمئة غزال سنويا واطلاقها في المحميات كخطوة أولى لإبعاد خطر الصيد عنها وإضفاء لمسة جمالية للطبيعة ومن بعدها في أراضي الوطن للمساهمة في التوازن البيئي والمحافظة على الغابات إذ إن الغزلان، كما الماعز وسواه، تأكل العشب اليابس الذي يزيد من خطر حرائق الغابات. وكنا قد تابعنا وزير البيئة جريصاتي الأحد الفائت بحملة وطنية لحماية الاحراج من الحرائق، فعندما نُخل بالتوازن الطبيعي نضطّر للتعويض عنها بمجهودنا.

وبعد أن سألته عن معرفته بجهات اُخرى تساهم بالمثل، أشار إلى جهود الوزير السابق سليمان بك فرنجيه بمساعدته لجلب الغزلان وأيضا بجلب الخنزير البري الى شمال لبنان الذي تكاثر الى درجة تسمح باصطياده للإبقاء على التوازن في الطبيعة كما أتى بالخروف والماعز البري. واتوجه اليكم قرائي لمراسلتي عبر بريدي الالكتروني لتسليط الضوء على أي مبادرة فردية تساهم بإرجاع الحيوان الى جبالنا وودياننا.

رؤيتي لهذه الغزلان وقضاء الوقت معها لا يُثمّن وبالرد على الكثيرين الذين شاهدوا بثي المباشر حين لمسني غزال بفمه بغية أخذ الطعام، فهذه المخلوقات ليست بشرسة اطلاقاً ولم أخف من الاقتراب منها وهي لطيفة وتتخطى دفء الانسان وسبحان الله كيف كل واحد منها له شخصيته الخاصة به. فقد قابلت غزالا صغيرا لجوجا الى درجة لا تصدق وقد جعلني أضحك من قلبي لإصراره على الأكل المتواصل لدرجة نتشه مني من الخلف. وها هو في اول صورة يركض لاستقبالي

حتى لو لم يكن بالإمكان زيارة الغزلان حاليا، فالمشوار الى البقاع الغربي لا يعوّض نظرا لجمال سهله الذي يعكس سمفونية الوان وعمّيقه الغنيّة بالمياه والحيوانات كما سبق وغطيت في مقالي سهل-البقاع-ومستنقعات-عميق-من-الأجمل-والأهم-بيئيا والتي تتغير مع تغير الفصول، ولنتأمل لقاءهم قريبا كيفما توجهنا في أراضينا.

وفي بلد كثر فيه تقليد الآخر لدرجة نسخ استراتيجية كاملة من قبل البعض وإطلاق “صرخات” لم تطلق بزمانها منهم فتغير مسار عمل سنين مديدة لهم, وخاصة في عالم البلوغينغ ومواقع التواصل الاجتماعي، امل ان تصل عدوى التقليد إلى القادرين في بلدنا لنسخ استراتيجية هذا الإنسان الفضيل وتوسيعها لتشمل شتى أنواع الحيوانات البرية النادرة عندنا وهكذا نكون قد ساهمنا قدر المستطاع في إعادة توازن الطبيعة وتعويض ما دمرته اطماعنا المادية.

وانهي هذا المقال بمرور سريع على أهم نقاط قانون الصيد كمعلومات عامة للغير مطّلعين عليه أو معنيين به:

– يراعي مبدأ استدامة التراث الطبيعي.

– يحدد الطرائد المصنفة كطرائد صيد وأوقات الصيد والأماكن المسموحة.

– يحدد الطيور والحيوانات المضرة بالزراعة أو بالتوازن البيئي للسماح بصيدها.

– يحدد ادوات الصيد المسموحة كالاسلحة النارية المرخصة للصيد وقوس النشاب وبواسطة الكلاب والصقور والبزاة والعقبان, ويمنع بواسطة اي وسيلة اُخرى كالدبق والسباك والسراك والسموم والغاز, …

– يمنع انتزاع الأعشاش أو نقلها او أي تدخل.

– يطالب بحمل الرخصة في أيّ وقت.

– يفرض عقوبات بالحبس والغرامة, …

وأدعوكم لمتابعة جولاتي على مواقعي أدناه ومقالاتي على مدونتي https://travellinglebanon.blog/

 Instagram @ nidal.majdalani

facebook @ Travelling Lebanon @ Nidal Majdalani

ومشاركاتي عبر Twitter @ Nidal Majdalani

وهنا بعض اللقطات الجميلة من المحمية والتي تعكس غناها وقد تكرّم بها السيد فؤاد لمقالي وله جزيل الشكر لاستقبالي وللمهمة التي يبذل جهدا لتحقيقها عساه يكون قدوة يقتدى بها :

المقال نُشر أيضا على موقا النهار

https://www.annahar.com/article/1026388-قصة-الغزال-في-لبنان-وبدء-موسم-الصيد‎

 

#نضال_مجدلاني

#nidalmajdalani #travellinglebanon #travellinglebanonblog

All rights reserved for Nidal Majdalani, copyright Travelling Lebanon Blog 11/9/2019

من أعالي بعلبك الى شتى زواياها… بيوتها, أسواقها, دور عبادتها وطبعاً هياكلها التاريخية

عندما نسمع اسم بعلبك، أول ما يرد إلى ذهننا هو معابد بعلبك الاثرية، تلك الهياكل الرائعة، ذات الحجارة الضخمة، المشهورة عالمياً، المدرجة ضمن لائحة مواقع التراث العالمي (الاونيسكو). ولكن، هذا لا يفي مدينة بعلبك حقّها، إذ إنّها غنيّة أيضاً بمعابد عدّة، ومقامات ودور عبادة مهمة وتراثية، وتحوي أيضاً على بيوت وأسواق قديمة، ناهيك بالفنادق وبيوت الضيافة الحديثة وسُفرتها وصفيحتها البعلبكية التي لا يُعلى عليها.  وكنت قد زرتها في كل المواسم، آخرها كان الاسبوع الفائت بعد زيارة مزار سيدة بشوات، وقبلها في الربيع حين مشيتها (hiking).

مدينة بعلبك هي مركز محافظة بعلبك-الهرمل وقضاء بعلبك، أحد أقضية محافظة البقاع الخمسة وأكبرها في لبنان.  تبعد عن بيروت 88 كلم تقريباً، وعلى معدل ارتفاع 1170 متراً عن سطح البحر.  وتمتد أراضي القضاء شمال سهل البقاع بين سلسلتي جبال لبنان الغربية والشرقية، ويمر بها نهر الليطاني حيث تتمركز الحياة والزراعة على ضفافه، وتبقى المساحات الأخرى شبه جرداء ومعروفة بـ”جرود بعلبك”. يحدّها من الشمال والشرق سوريا، ومن الجنوب قضاء زحلة، ومن الغرب قضاء الهرمل.

وبسبب موقع المدينة الاستراتيجي قديماً والذي شكّل نقطة استراحة للقوافل بين ساحل البحر المتوسط ومدن الداخل وسوريا، كانت من بين أهم المراكز التجارية وتطورت مع الحضارات لتصبح محطة تاريخية تراثية ذات ميزة خاصة لاحتوائها على أضخم المعابد الرومانية، وهي من جذور فينيقية متأثرة بالحقبة الإسلامية في بعض جوانبها.

وبعلبك هي أصلاً مدينة فينيقية مذكورة في التوراة بـ “بعلبق”. ويكتب أنيس فريحة أنه اسم ساميّ مُركّب من “بعل” أي ربّ، مالك، ومن “بق” أي البقاع. ومع الرومان سُمّيت “هليوبوليس” أي “مدينة الشمس”، ومع قدوم العرب أصبح اسمها “بعلبك” وسمّوا هيكلها بالقلعة.

وكعادتي في كل جولاتي في ربوعنا، لا بد أن أستكشف المنطقة من خلال مشي (#hiking) جبالها وأراضيها، ومن ثم التجول كسائحة لرؤية أكثر أوجهها، ونقلها لكم عبر حساباتي ومقالاتي، لعلها تحفزكم على زيارتها لتمضية نهار مشوق، وهكذا نكون قد دعمنا سكانها للبقاء في الأرض من دون أن ندري.

وهنا بعض ما التقطته من جمال الاسبوع الفائت، وفي فصل الربيع الذي كان كغير عادته امتداداً لفصل الشتاء في هذه السنة ببرودة طقسه، فامتزجت ثلوج القمم بزهور الارض في صورة واحدة لتزيد على الجمال جمالاً.

وبالكزدرة في شوارعها تلتقي بيوتا قديمة ومنها مهجورة تخبر عن تاريخ عريق وقصص منسية كبيت شاعر الأقطار العربية خليل مطران وغيرها, كما ترون هنا في هذه اللقطات.

بالاضافة الى بيوت حديثة، منها الواقع على مجرى النهر، ومنها ينعم بفيء الأشجار، وكان قد أعيد تجديد بحيرة رأس العين السنة الفائتة.

ولا بد من المرور بالأسواق القديمة وما تحويه من بضائع تقليدية، وبعض المطاعم ذات اللمسة الخاصة، ومساجد عدة ذات فنّ معماري متنوع وجميل، ومقام السيدة خولة المشهور والمقصود، بالإضافة الى بركة البياضة التي ما تزال تحوي أجزاء عواميد وحجارة من مخلّفات معبد روماني مرتبط بطقوس المياه.

ومن أروع المقامات القريبة من هياكل بعلبك هو الجامع الاموي الذي يعود تاريخ بنائه إلى العهد الأموي وقد رُمّم في عصرنا هذا بعد أن كان بقايا بناء أثري كما نرى في صور صفحة أرشيف بعلبك.

والجدير بالذكر هنا وجود أرضية معبد روماني على بعد 6 كلم من هياكل بعلبك ذات حجارة ضخمة كأحجارها، ويُعرف بـ”الحصن” ولكنه في الحقيقة أساسات لمعبد روماني لم يُكتمل ومهمل، كما عرفت من زميلة متخصصة في علم الآثار.

لا يمكن أن أعطي مدينة بعلبك حقها مهما استرسلت وعرضت من صور نظراً لغناها التاريخي، ولكن ما قدّمته  حتى الان كفيل لتغطية نهار جميل… ويبقى من الضروري زيارة مقلع قديم للحجارة وقريب من هياكل بعلبك.

يُطلق على هذا المقلع الروماني اسم “حجر الحبلى”، وهو أكبر حجر منحوت في العالم ويقدر وزنه بألف طن.

أما هياكل بعلبك فهي غنية عن الوصف وعن ذكر تاريخها القديم ورهبة آثارها وشهرة مهرجاناتها السنوية، وهنا، أودّعكم بصورها حتى لقائنا المقبل… ولا تنسوا متابعة جولاتي ومقالاتي على حساباتي المذكورة أدناه

ويمكنكم مراجعة المقالات عن كافة المناطق على هذا الموقع  Travelling Lebanon Blog

Instagram @ nidal.majdalani

 facebook @ Travelling Lebanon @ Nidal Majdalani

 Twitter @ Nidal Majdalani

nidal.majdalani@gmail.com

وقد نشر المقال على موقع النهار

https://www.annahar.com/article/1015194-

1 (3).jpg

All rights reserved Nidal Majdalani 31/8/19

مشواري ليلة عيد انتقال السيدة العذراء الى دير الاحمر ومزار سيدة بشوات

في هذا الأسبوع الذي كان عطلة بمجمله مع حلول عيد الأضحى المبارك وعيد انتقال السيدة العذراء، كان لا بد من التوجه لقضاء أجمل عطلة في ربوع لبناننا، ولاكتشاف مناطق جديرة بالزيارة والدعم لما تحوي من أماكن سياحية وتراثية وما تقدمه من منتوجات ومأكولات شهية تقليدية وضيافة استثنائية، ناهيكم بالمناظر الجميلة التي ترافقكم كيفما توجهتم.

ونعم، كان بإمكاني السفر خارج البلاد كالاكثرية الساحقة، ولكن بعد رؤية بلاد العالم، ليس هناك من مكان احب على قلبي واجمل في نظري من بلدي وطبيعته، ولا أعرق من تاريخه وحضارته وتنوعه.

وكلا، الكزدرة في بلدي لا تكلف اكثر من السفر للخارج كما سمعت من هنا وهناك، إذ تؤمن العديد من المناطق الإقامة بأسعار مقبولة وخدمة عالية كما اختبرت شخصياً، ولا تنسوا التخييم كخيار آخر وكنت قد بدأت عطلتي به وانتظرت اختفاء القمر من سمائنا لالتقاط درب التبانة بعد الثالثة فجراً، في ليلة تخييم مع العائلة في منطقة تنورين، وكان قد بدا كالقبة التي تغمرنا، لنمجد الله وجميع أعمال يديه.

وجلت في منطقة بحمدون والقرى المجاورة بعدها، ويمكنكم الرجوع إلى الستوريز stories  في حسابي بـ الانستغرام للمزيد.

وبالعودة إلى عطلتي ابتداء من الأربعاء، فقد خطر ببالي المرور بمزار سيدة بشوات للتبارك منها في هذا العيد ومن بعدها التجوال في قضاء بعلبك والهرمل الذي سبق أن مشيت مسيرات عدة ضمنه في بحر هذه السنة، ولدهشتي، لم اقدر ان اؤمن مكاناً واحداً للإقامة في تلك الليلة وكانت قد حُجزت منذ اوائل السنة، مما زاد في اصراري على زيارتها في هذه الليلة بالذات، ليلة الاحتفال بانتقال امنا العذراء. ومن شخص إلى آخر، مع العلم اني لا أعرف أحدا هناك ككل المناطق التي اقصدها، لم يبقَ احد لم يعرض استقبالنا في بيته ومن دون أن يعرفوا أسماءنا حتى، مما يبرهن ما نسمعه عن كرم اهل دير الأحمروبشوات وضيافتهم.

واختصارا، حالفني الحظ وتوفقت بمكان خارج اطار بشوات ولكن رائع المطل والضيافة، كنت قد نقلت صباحه عبر حسابي، ولكني سأترك التفاصيل إلى شهر تشرين حين سأشارك بنشاط معهم.

الوصول إلى دير الأحمر ومن بعدها الى بشوات من بيروت تطلّب ما يقارب الثلاث ساعات مع التوقف هنا وهناك واكل السفيحة البعلبكية على طريقنا والتمتع بغياب الشمس وراء سلسلة جبال لبنان الغربية، وقد سلكت طريق ضهر البيدر، زحلة، بعلبك، ايعات. وهما قريتان من قرى قضاء بعلبك والهرمل في محافظة البقاع وعلى سفح السلسلة الغربية، تبعدان مسافة تقارب الـ 1005 كلم من بيروت وعلى معدل ارتفاع 1200 م عن سطح البحر.   ومن هناك يمكنكم التوجه من وإلى شمال لبنان عبر عيناتا الأرز مما يجعلها همزة وصل بين محافظتي البقاع والشمال.

ودير الأحمر معروفة بكروم العنب وصناعة النبيذ الفاخر كالـ “Couvent Rouge”، إضافة إلى العديد من المزروعات وبساتين التفاح وأشجار السنديان واللزاب وغيرها كما الحال في قرية بشوات. أما منتوجاتهم البلدية فهي من اطيب ما اكلت وشربت.

ومن بعض الروايات خلف التسمية، كما عرفت من أهلها، يرجع إلى بناء دير قديم بالحجر الأحمر، أو إلى حادث ذبح رهبان قديما حين غطت دماؤهم الجدران فسميّ بالدير الاحمر. ومن المرجح تاريخيا قدوم رهبان يعاقبة من بلدتي دير الأحمر ودير الابيض في مصر. أسس الأوائل ديراً كان مركزاً لاسقفيتهم واصبحت المنطقة تعرف بالدير الأحمر، اما رهبان الدير الأبيض فقد بنوا ديراً في بشوات على اسم القديس “الأنبا بيشاوي” واصبحت تعرف ببشوات.  ومنطقة بشوات تابعة لمنطقة دير الأحمر وهي القسم الجبلي منها المزين بأشجار السنديان.

وبعد التوقف في ايعات كانت الوجهة مزار سيدة بشوات ولكن عند الوصول إلى دير الأحمر كان الطريق مقطوعاً والاهالي منتشرين بكثرة. ولدهشتي، كانت هذه اللحظة التي يمر بها الموكب الذي يكرم سيدة البرج مع الفرقة الموسيقية ونفس اللحظة التي حرروا بها المسبحة لترسم قلبا في سمائهم كما ترون في لقطتي.  كانت فعلا لحظة مباركة إذ انها لم تكن معدّة مسبقاً ولم أكن حتى ادري بها. وهنا بعض اللقطات وفيديو متواضع جمعت به ما قدرت من هذا الحدث لعله ينقلكم إلى لحظاته التي شاركت به آلاف الالاف.

وهنا أشارككم ببعض لقطات مزار وبازيليك سيدة بشوات التي كانت تعج بالزوار في هذه الليلة من كل صوب ومن كل طائفة ومذهب، وايضا من السياح العرب. وكان لافتاً درجة التنظيم إن في دخول الكنائس أو توزيع الزيت والبخور والقربان واضاءة الشموع او في تنظيم سير السيارات والمواقف. ويعود هذا التوافد الكبير إلى الإيمان بشفاعة السيدة للشفاء مستندين إلى قصص أعاجيب لا تحصى حصلت على مرأى من المئات، كما يُتناقل.

وأقيم القداس الساعة العاشرة ليلاً وبقي الحجاج يقصدون المكان كل الليل وتقوم المقاهي والمطاعم المجاورة بتلبية حاجاتهم على مدار الساعة. ولفتني أيضا، بعد أن عدنا للمبيت، عدد السيارات التي بقيت حتى الفجر  تتنقل من وإلى الشمال عبر طريق عيناتا الأرز كما ترون في لقطتي عن بعد.

 

وبعد أن تراءت لي من جبل مقابل، لا بد أن أذكر مشروع تشييد اكبر مسبحة في العالم على أرض قرية بشوات حيث تُشكل كل حبّة كرسياً للاعتراف ومزاراً للقديسين, وسيكون نورها مشعاً براً وجواً اذ انّها تقع على مسار الطيران.

 

والخميس كان يوماً آخر لنا مع اطلالة شمسه في هذا القضاء المشهور أيضا بمدينة الشمس بعلبك وانطلقنا بكزدورة طويلة بعد أن مررنا بخط السيارات المهيب للمتجهين إلى مزار سيدة بشوات. اما نحن فبدأنا برياق وتوجهنا الى بعلبك التي سأخبركم عنها الاسبوع القادم من منظار جديد إذ اني مشيتها hiking# إلى أعلى نقطة منها في الربيع. ويمكنكم العودة إلى Stories لرؤية تفاصيل جولاتي وابقوا على السمع اليوم مع مشواري صوب الشمال في حسابي الخاص بإانستغرام nidal.majdalani وفايسبوك Travelling Lebanon و Nidal Majdalani

ونشر المقال ايضا على موقع النهار

https://www.annahar.com/article/1011176-عطلة-في-ربوع-لبناننا-لا-تفوتوا-زيارة-دير-الأحمر-وسيدة-بشوات-صور-وفيديو

 

nidal.majdalani@gmail.com
ALL RIGHTS RESERVED- NIDAL MAJDALANI 18/8/19

زحلة “مدينة السيدة العذراء” وتراثها وطبيعة دير تعنايل الخلابة

أي منطقة من لبناننا أنقل لكم مع اقتراب موعد عيد السيدة العذراء او بالأحرى اي مناطق، وما أكثرها التي تكرم امنا العذراء، حامية أرضنا وشعبنا مهما كثرت الأهوال.

ولربما من أكثر المناطق ذات خبرة خاصة بهذه الحماية الإلهية عبر التاريخ والمحاكاة من جيل الى جيل هي تلك المنطقة التي ضاعت بها التسميات لأصالتها وشجاعتها وعنفوانها التاريخي وجمالها وكرمها وعطايا الله المغدقة على أرضها وأهلها.

نعم، فهي جارة الوادي، عروس لبنان وعروس البقاع، وادي النْمورة ووادي السباع، هي زحلة دار السلام و”مربى الأسودي”، كما غناها كبار المطربين.

 

PSX_20190803_190259.jpg

مشواري الى دير ميماس, ارض القداسة الغنية بالارث التقليدي والطبيعي والدير التاريخي والموقع الاستراتيجي (بالصور)

مشواري اليوم يختلف عن كل المشاوير ومشوتي اليوم لها نكهتها المميزة، بقدر تميّز هذه الأرض، وجمال هذه المنطقة، والاهم نضال هذ الجزء من لبناننا.

من جنوب لبنان اطل عليكم ومن محافظة النبطية احييكم ومن بلدة دير ميماس في قضاء مرجعيون انقل لكم جمال هذه القرية التقليدية اللبنانية وارثها الطبيعي وديرها التاريخي وموقعها الاستراتيجي الواقع على تلة (كما يظهر على يميني في الصورة) والمطل على فلسطين المحتلة والجولان وجبل الشيخ والليطاني وقلعة شقيف, كما التقطت عدستي الاسبوع الفائت, من اعالي جبلها الذي مشيته نزولا للبلدة ووصولا الى دير مار ماما. ويمكنكم تصفّح مدونتي (Travelling Lebanon) للمزيد من مقالاتي المصورة والتي تعكس رحلاتي المستمرة في ارضنا.

لوحات ولوحات لأكثر من عشر مناطق من لبناننا تعكس سحرا ضبابيا خاصا بالشهر الفائت ورسالة

أيعقل ان يكون جونا المناخي الضبابي الذي سيطر على الاجواء في الشهر الفائت، لفتة تضامنية منه مع الإنسان في الحالة الضبابية المعيشية التي نمر بها في وطننا, في هذه الاونة؟

كيفما توجهت في الشهر الفائت يلاقيني الضباب واي مسير مشيت يرافقني الضباب وحتى على الشاطئ يكون سيد الموقف متحولا الى غيوم في أكثر الايام.
ربيعنا وبداية صيفنا هذه السنة مختلف عن غيره من السنين وقد أضافت الغيوم والضباب لمسة جمالية وشاعرية لكل بقعة من جبالنا وشواطئنا.  ولهذا أشارككم ببعض لقطاتي من مشواتي الشهر الفائت في افقا، الضنية، كفرعقاب، بشري، تنورين، المروج، اللقلوق، فالوغا، برمانا، وساحلا من البترون وضبية وبيروت الحبيبة. ويمكنكم دوما العودة اليها على حسابي الانستغرام والى مقالاتي السابقة على الروابط المضاءة أو على مدونتي هنا.
أبدأ بلقطاتي من أعالي منطقة  #أفقا في قضاء #جبيل حيث أبحرنا بين غيومها بحر هذا الاسبوع, وانتظروا مني مقالا مصوراً مستقلا عن هذه المغامرة.

ومنها الى #كفرعقاب في قضاء #المتن حيث كانت مشوتنا على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر, بين غابات الصنوبر والسنديان, وسط غطاء ضبابي كثيف والتقينا بمجموعة من المخيمين وبالطبع أصروا علينا للانضمام الى سفرتهم الغنية بالخضار والفاكهة المحلية والمشاوي.

 

الضباب في وادي قنوبين ليس بمفاجأة في الكثير من أيام السنة كما ذكرت سابقا بمقالاتي ولكن أن تغرق منطقة بشري وأرزاتها الشامخة بين الغيوم في الكثير من أيام الشهر الفائت ليس بالاجواء الاعتيادية ولكن أضفت رونقا خاصا لربيعها المتفجر الوانا وزهوا.

والمشوة في الضنية كانت من أجمل المشوات, وسط أرث طبيعي وحضاري كما سأعرض عليكم قريباً ولم يخلى المسير من مرافقة الغيوم لنا ولو بشكل أقل من المناطق الاخرى.

وتتبع أجواء #تنورين الأجواء العامة لتعرض لوحات قلّ مثيلها ويمكنكم الرجوع الى المقال هنا

ومنطقة #اللقلوق التي لا أشبع من مناظرها والمغامرات على قممها (كما سبق وشاركت هنا) أغرقتنا بدورها في ضبابها الكثيف

ومن روائع منطقة #المروج في قضاء المتن وعلى ارتفاع 1220 متر عن سطح البحر تتراقص الغيوم بين أشجارها وبيوتها وتعود لتمدّ غطائها على كافة قراها فتعكس لوحات تمجد راسمها

وتنضم #فالوغا الى مهرجان الغيوم هذا وكنت قد شاركتكم بمقال عنها مؤخرا على هذا الرابط

أما برمانا ولياليها الساهرة فكان بعضها ايضا مبلول الطرف والبرودة تلف زواياها لتنعش قاصديها من المدن الساحلية

ويمكنكم دوما العودة الى جولاتي هذه وغيرها في الشهر الفائت كمعاصر الشوف والباروك والكورة والبقاع وعمّيق, على حساباتي المذكورة ادناه ومرافقتي بالجديد منها.

 وبعد مناطقنا الجبلية أنقل لكم غروبنا من الشواطئ بدأً بالبترون ثم بيروت وضبية

 

لوحات ولوحات من كل زاوية من هذا الوطن تمجد الخالق وتدعو الى التثبت بالارض مهما كان الوضع صعبا اذ ليس من غيمة الا وستمر وما علينا الا أن نتحمل غيوم الحاضر ونتأمل بمستقبل واعد.

 

وهكذا تشاهدون وكأن الاجواء المناخية متأثرة بالاجواء العامة للانسان في وطننا وتعبر بطريقتها عن الحالة الضبابية التي نعيشها في أيامنا هذه، عسانا نخرج من نفق الظلام واحجية الضياع ونتنعم بربوع لبناننا من دون الضغط المعيشي المسيطر على شرائح لا يستهان بها من مواطنينا.

ودمتم سالمين ومناضلين في وجه كل ما يساهم في إدخال اليأس لقلوبكم ودمتم مصرين على البقاء والنهوض بوطننا بالرغم من كل شيء.
ويمكنكم متابعة مشواتي وجولاتي في ارجاء أرضنا الرائعة والمباركة لنتعرف اكثر على سبل التمويه فيها وبذات الوقت دعم أبناء قرانا، إذ ليس لنا الا بعضنا البعض، وهذا يكفينا اذا قصدنا.

مدوّنتي Travelling Lebanon Blog @

حساباتي Instagram @ nidal.majdalani

facebook @ Travelling Lebanon @ Nidal Majdalani

Twitter @ Nidal Majdalani

#مش_كل_ما_كزدرنا_وسّخنا_ورانا

#nidalmajdalani #travellinglebanon #نضال_مجدلاني

من جمال طبيعة تنورين الى عجائب بالوعها, بالوع بلعا

في أعالي قضاء البترون وعلى مسافة تقارب 71 كلم من بيروت تقع بلدة بلعا, ضمن بلدات تنورين, والتي تضم شلال وبالوع يعتبر من أقدم المعالم الطبيعية العالمية وأروعها تشكيلاً عجائبياً.

وهذا المعلم الطبيعي هو من أهم الوجهات السياحية محلياَ ودولياَ ومقصد المغامرين والهايكرز ايضاً اذ يقع على خط درب الجبل اللبناني. كما أنَه على لائحة المستكشفين الاجانب والمحليين لانه يضم مغاور وسراديب وبرك, ويعيش ضمنه أنواع خاصة من الطيور الملونة ونظام بيئي جدير بالدراسة العلمية لاختلاف طبيعته عن سائر النظم. ونرى هنا السواح بالرغم من كسوة الثلج وقسوة البرد.

والوصول اليه متعة للنظر وبلدة بلعا متاخمة لبلدة اللقلوق الجميلة في قضاء جبيل والتي نقلت مغامراتي فيها سابقا. ونصل الى البالوع من طريق جبيل-عنايا-اهمج كما يمكن وصولها على طريق البترون-تنورين. ونرى هنا اهمج في قضاء جبيل ودوما في قضاء البترون.

بلدات تنورين تمتد على مساحة ال90 كيلومتر مربع تقريباً ومقسمة الى تنورين الفوقا والتحتا وتعرف بتاريخها العريق الذي تعكسه الاثار الفينيقية واليونانية والصليبية المنتشرة بين أراضيها وكنائسها وأديرتها وبيوتها القرميدية وطبيعتها الخلابة.

فعلى مر الفصول تجري أنهارها وتخبر طبيعتها ألف حكاية وحكاية لتنقلك في بعض زواياها الى أدغال أفريقيا صيفا ومن ثم الى القطب الشمالي شتاءا.

وغناها بالمياه الجارية والجوفية ساهم في الاستثمار بشتى انواع الزراعة وانشاء البساتين وخاصة التفاح, ولا ننسى محمية أرز تنورين التي تعتبر من أغنى وأجمل المحميات.

وبالعودة الى بالوع بعتارة (بلعا) والمعروف ببالوع الجسور الثلاثة فقد تكون عبر ملايين السنين ليصل الى شكله الحالي حيث تصب فيه المياه من عدة مصادر كمياه اللقلوق وبلعا واعالي تنورين لتكون شلالا يقوى زخمه في الربيع مع ذوبان الثلج. يرتفع عن سطح البحر ما يقارب 1550 م ويصل عمقه الى 255 م. يخترق الشلال جسوره الصخرية الطبيعية التكوين ويتخلل كهوفه السفلية سراديب وهوات ذات الانزلاق الحاد خاصة وقت الربيع ووفرة المياه والعشب. وكما تعكس لقطاتي, يمكن وصوله مشيا أو عبر التلفريك وكنت قد نقلت زيارتي الشهر الفائت مباشرة على حسابي الانستغرام. كما أن المغامرات الاخرى كالمشي على الجسر الهوائي بين جبلين وتسلق الجبال متاح ايضا.

وأبقى دوما اعشق لبناننا هذا واجوله لانقل لكم جماله النادر وعراقته متأملة ان نعي قيمته ونحافظ على ما تبقى من طبيعته وانسانه.

ويمكنكم متابعة جولاتي عبر حساباتي المذكورة أدناه.

Instagram @nidal.majdalani

facebook @ Travelling Lebanon @ Nidal Majdalani

ومشاركاتي عبر Twitter @ Nidal Majdalani

Published also on Annahar website, travel and tourism section:

https://www.annahar.com/article/996862-من-جمال-طبيعة-تنورين-إلى-عجائب-بالوعها–بالوع-بعتارة-صور-لأقدم-المعالم-وأروعها

فالوغا, بين أرزاتها الشامخة وغيماتها الحالمة

فالوغا, التي تترجم من السريانية ب “فلق” و “مقسم”, والمرجح تسميتها هذه بسبب انقسامها جغرافياً الى فالوغا الشمالية والجنوبية بحكم مرور احدى روافد نهر بيروت بأرضها, تعتبر من المناطق الاصطيافية الرائعة نظرا لطيب مناخها وطبيعتها وموقعها المميّز.

فهي ترتفع عن سطح البحر ما يعادل 1250-1600 متر على مسافة 30 كلم من بيروت في قضاء بعبدا, محافظة جبل لبنان.  وموقعها على المنحدر الغربي لجبل الكنَيْسة يغنيها بمطل رائع عل قرى الاصطياف الاخرى في المتن الاعلى والشمالي وأذكر حمانا الجميلة المعروفة بكرزها وسطوحها القرميدية الجميلة والتي تطل عليها مباشرة, ووادي لامارتين المنسوب الى الشاعر الفرنسي الفونس دو لامارتين الذي تغنّى بجماله فأُطلق اسمه على التلة المطلة.

اراضي بلدة “فالوغا” أو “خلوات فالوغا” شاسعة وغنية بأشجار الصنوبر والسنديان وبالبساتين كالتفاح والكرمة وببرك طبيعية واصطناعية لري المزروعات, وطبعا بينابيع وعيون. وهي ذات تاريخ قديم كما تدل أثاراتها ومن أهمها بقايا كنيسة قديمة على قمّة جبل الكنَيْسة وبقايا قلعة رومانية في جرودها وغيرها. وأيضاً عريقة بتاريخها الحديث حيث رفع أوّل علم لبناني عام 23/9/1943 من قبل ضباط لبنانيين بدلا من العلم الفرنسي, في غابة أرزها التي اصبحت محمية.

يمكنكم الوصول الى هذه المنطقة على طريق عاليه-المديرج-حمانا أو المنصورية-المونتفردي-رأس المتن-دير الحرف أو بعبدات-قرنايل أو البقاع-زحلة-ضهر البيدر.

وتقوم بلديتها وابناؤها بعدة نشاطات واحتفالات على مدى السنة منها احتفالات عيد السيدة وعيد مار الياس بالاضافة الى مهرجانات تمتد على عدة أيام وتنتشر فيها البيوت للايجار والفنادق والمطاعم.

مشواتي في هذه الارض كثيرة ومتنوعة, منها ما بدأ من ضهر البيدر وصولا الى غابة الارز وما بعدها, ومنها نزولا الى حمانا ليلا على ضوء القمر بعد التمتع بلوحات غياب الشمس بين ارزاتها, ومنها صعوداً الى اعالي جبل الكنَيْسة للتمتع بمطلها الخلاب, ومنها بين بركها الملونة بألف لون فيخيل لك انك في عالم الاحلام. كما أنّ حشريتي دفعتني الى تجربة التنقل على ال ATV وكان حظي رائعاً اذ لاقتنا الغيوم ورافقتنا بلوحات تمجّد خالقها.

أما آخر مشواتي هنا فكانت منتصف الشهر الفائت وعلى مسافة تقارب الخمسة عشر كلم وكانت متعة للنظر والروح واتمنى أن انقلكم الى تلك اللحظات من خلال لقطاتي.

مع بدأ المشي في هذه الاراضي الشاسعة التقيت برعاة ومواشي على مسافة لا يستهان بها ومن أجمل الصدف الوصول في الوقت المناسب لمشاهدة حلب الماشية وتفريغ الحليب وكنت قد نقلت بالبث المباشر وال stories مشواري عبر حساباتي الانستغرام و الفايسبوك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أما محمية الارز فكانت تترائى لي من بعيد قبالة مساحة من الواضح أنّها تشجر كما ترون في لقطاتي, وكلي أمل ان تشجّر جبالنا كافة لتعوض عن الجرائم المرتكبة في حق طبيعتنا.  وأعود لأدعو الى #ثورة_التشجير على كافة أراضينا اذ لا حياة للانسان من دون البيئة النظيفة والطبيعة الشافية.

ووصلت الى المحمية وأنا بشوق للقائها وتأمل تفاصيل ارزاتها الصغيرة والمعمرة, وممراتها الضيقة والمنحدرة في البعض منها, ثم أخذ بعض الوقت لمدّ النظر, وشمّ رائحة هوائها المجبول بالتراب وخشب الارز على أنغام الطيور المعششة.

ومنها الى تلة لامارتين والاراضي الواسعة المطلة على أجمل المناظر وعلى جسر المديرج

ثم التوجه الى جبل الكنيسة وبركها الخيالية والتي سأغطيها في مقال آخر, ويمكنكم الرجوع الى مدونتي في أيّ وقت لتصفح المزيد. وهنا بعض اللقطات من المشوات السلبقة

وأستودعكم بمغيبها الآخاذ بين غيومها الحالمة وارزاتها الشامخة ويمكنكم متابعة جولاتي عبر حساباتي المذكورة ادناه.

 Instagram @ nidal.majdalani

facebook @ Travelling Lebanon @ Nidal Majdalani

مقالاتي على مدوّنتي Travelling Lebanon Blog @

 Twitter @ Nidal Majdalani

Published also on Annahar website/ Travel & tourism section

https://www.annahar.com/article/993898-فالوغا-بين-أرزاتها-الشامخة-وغيماتها-الحالمة-صور

 

#مش_كل_ما_كزدرنا_وسّخنا_ورانا

#nidalmajdalani #travellinglebanon #نضال_مجدلاني #travellinglebanonblog

Five places you won’t believe they are in Lebanon

Sharing with you five areas of my amazing country that I hiked and traveled to, through an article that I published in Lebanon Traveler Magazine, solely stamped by the Ministry of Tourism.

5 Places You Won’t Believe are in Lebanon

البقاع, من اغنى أراضينا, ومستنقعات عمّيق من اجملها واهمّها بيئياً

سهل البقاع, تلك الارض الواسعة التي تشبه الاحجية المركبة بحسب الالوان وتناغمها, لتمسي لوحة قلّ مثيلها, يفاجأنا بكماله كلما اقتربنا اكثر الى مطله, لينبسط قبالتنا الى امد غير منظور, ثم يعود ويبسط ذراعيه لاستقبال زواره على كافة مداخله ليتغلغلوا بين اراضيه ومزروعاتها, قراه وسكانها, تاريخه وقلاعها, مطاعمه وطيباتها, وعمّيقه واهميتها البيئية.

هذا السهل الممتلىء حياة بمزروعاته وحيواناته يمد الحياة الى شعبنا واقتصادنا ويمثل وجهة سياحية تعكس الوجه القروي التراثي التقليدي والارث الثقافي والطبيعي والجدير بالذكر صناعاته المتعددة ومن اهمها صناعة النبيذ الفاخر الذي يعود تاريخه الى الاف السنين وطبعاً الالبان والاجبان. فارتفاعه بنحو الالف كيلومتر عن سطح البحر واعتدال حرارة طقسه نسبياً في اكثرية الاشهر يؤمن البيئة المناسبة لزراعة الكروم والحبوب والحمضيات والبطاطا وغيرها, ويمثل حوالي نصف الاراضي الزراعية في لبنان ممتداً على مساحة 4280 كلم مربعاً تقريباً, بين سلسلة جبال لبنان والسلسلة الشرقية الموازية.

أما مشوارنا اليوم فهو الى البقاع الغربي الذي ينحدر من أعالي جبل الباروك بمساحة تتجاوز الـ470 كلم مربعاً، ويضم أراضي عمّيق ومستنقعاتها الشديدة الأهمية الايكولوجية والبيئية، نظراً إلى كونها محطّة استراحة للطيور المهاجرة من أوروبا وافريقيا وإليهما. وهذه المستنقعات تتميز بجمال خاص اذ يخيل لك انك وسط مهرجان الوان وموسيقى, الوان مفعمة بالحياة تتراقص على انغام العصافير والضفادع وخرير المياه وحفيف النباتات المتنوعة.

هي ارض ذات ملكية خاصة لال سكاف الذين يعيرون اهتمام خاص للمحافظة على بيئتها وممكن التنزه في ارجائها مشياً او على الدراجة الهوائية, ومناسبة للعائلات وجميع الاعمار.

82

وتعتبر من اكبر واهم المستنقعات في لبنان والشرق الاوسط وكانت تغطي مساحات اوسع سابقا ولكنها تتقلص سنة بعد سنة بسبب الاحتباس الحراري. أما بالنسبة لهذه السنة المليئة بالخيرات, فان قسما من مسيرها كان ما يزال مغطى بالماء حتى هذا الشهر وقد تحول المسير الى قسم اخر بعيداً عن النهر الذي يشق ممر الاشجار المميزة باشكالها والتي عانت من الجفاف السنة الفائتة كما كنت ذكرت على حسابي الانستغرام وكما ترون في لقطتي.

77

84

تمتد على مساحة 280 هكتار، وفي عام 2005 أُلحقت من قبل الاونيسكو بالمحيط الحيوي الذي يضم محمية أرز الشوف، مستنقعات عمّيق، بالاضافة الى 22 قرية في محيط محمية ارز الشوف، وكنت قد نقلت لكم بعضاً من جوانب هذه المحمية في مقالي الأسبوع الفائت (من الشوف وروائع طبيعته الى محميات ارزه،…).

كما أنها من المواقع المصّنفة ضمن اتفاقية رامسار للاراضي الرطبة ذات أهميّة دولية وتضم العديد من الانظمة البيئية الغنية بتنوعها من غابات, مزارع, انهار, جبال, وينابيع. ولهذا فهي موطن لعدد لا يستهان به من البرمائيات والزواحف والثدييات والفراشات, بالاضافة إلى ما يُقارب 252 نوع من الطيور, لتصبح وجهة مثالية لمراقبي الطيور المحليين والاجانب.

وهنا مجموعة من الجواميس التي ترعى في هذه الأرض وتسبح في مياهها كلما اشتد الحر، وهي ذات علاقة متميزة مع طيور اللقلق.

73

80

78

الطيور المهاجرة هي من احدى عجائب الطبيعة اذ انها تنتقل من اوروبا, حيث تتكاثر في الربيع, مع بدء موسم الشتاء وشح الطعام الى المناطق الادفى في افريقيا حيث وفرة المأكل وعلى مسافة 14000 كلم. وللاسف, وكأن سفرها الطويل والشاق هذا لا يكفيه مخاطر, لتعود وتمر فوق ارضنا على مسافة 200 كلم والتي تعتبر من اخطر الظروف لها.

وقد شهد لبنان تحرك جدي وفعال هذه الفترة لمنع صيد الطيور المهاجرة وزيادة التوعية على اهمية تركها تمر بسلام فوق ارضنا بعد ان ترتاح وتقتات. ومن اكثر المناطق التي تؤمن لها هذا الموطن المؤقت هي محمية الشوف ومستنقع عمّيق وحرش اهدن. وهذه لقطة لسرب طيور مهاجر حصل ان التقيت بهم من بعيد في رحلة مشي في اراضي فالوغا.

وهي مثل كل شيء في الطبيعة, تعطي اكثر مما تأخذ, فتراها تحمي الطبيعة والمحاصيل من الافات الضارة فتأكل ما يمكن ان يضرها كالديدان والجراد البني وغيرها. ولكن للاسف, فقد انخفض عدد الطيور في اوروبا بشكل هائل منذ الثمانينات مما يؤثر سلبا على الانظمة الايكولوجية ويدفع المزارع الى استعمال المواد الكيمائية للحفاظ على محاصيله, فتصبح دوامة مدمرة للبيئة والانسان سوياً.

ومن هنا تحركت الجمعيات البيئية عالميا لحمايتها والاستعانة بالتكنولوجيا لمتابعتها في رحلتها. وفي لبنان تقوم جمعيات لحماية الطيور بجهد لتأمين مسيرات امنة لهذه الطيور وكان قد اطلق رئيس الجمهورية طابع الطيور المهاجرة الشهر الفائت لزيادة التوعية ودعم الجهود لحمايتها.

ونبقى نتأمل ان يصل النهار الذي يعي كل شعبنا اهمية المحافظة على بيئتنا بدأً من وقف الرمي العشوائي للنفايات الخاصة والاشعال الغير المعتمد للغابات والثروات الحرجية وكل انواع الصيد العشوائي, وصولا الى عدم انشاء السدود على حساب نظم ايكولوجية واراض هي اصلا موطن للاشجار والحيوان قبلنا.

وحتى لقائنا المقبل هنا, يمكنكم متابعة مشواري اليوم وغداً مباشرة عبر حساباتي Instagram @ nidal.majdalani

facebook @ Travelling Lebanon @ Nidal Majdalani

ومقالاتي على مدوّنتي Travelling Lebanon Blog @

ومشاركاتي عبر Twitter @ Nidal Majdalani

#مش_كل_ما_كزدرنا_وسّخنا_ورانا

81

#nidalmajdalani #travellinglebanon #نضال_مجدلاني

#travellinglebanonblog