مشواري اليوم يختلف عن كل المشاوير ومشوتي اليوم لها نكهتها المميزة، بقدر تميّز هذه الأرض، وجمال هذه المنطقة، والاهم نضال هذ الجزء من لبناننا.
من جنوب لبنان اطل عليكم ومن محافظة النبطية احييكم ومن بلدة دير ميماس في قضاء مرجعيون انقل لكم جمال هذه القرية التقليدية اللبنانية وارثها الطبيعي وديرها التاريخي وموقعها الاستراتيجي الواقع على تلة (كما يظهر على يميني في الصورة) والمطل على فلسطين المحتلة والجولان وجبل الشيخ والليطاني وقلعة شقيف, كما التقطت عدستي الاسبوع الفائت, من اعالي جبلها الذي مشيته نزولا للبلدة ووصولا الى دير مار ماما. ويمكنكم تصفّح مدونتي (Travelling Lebanon) للمزيد من مقالاتي المصورة والتي تعكس رحلاتي المستمرة في ارضنا.


تبعد هذه البلدة المميزة مسافة 90 كلم تقريبا عن بيروت وعلى ارتفاع يتراوح بين ال 550 و ال 650 متر عن سطح البحر. وكنا قد وصلنا الى أعلى نقطة وسط رياح قوية نسبيا لهذا الوقت من السنة وحرارة تقارب ال 29 ºC, كما يمكنكم أن تشاهدوا في ال story highlights التابعة لهذا النهار على حسابي الانستغرام. صعودا تراءت لنا ألاراضي المزروعة اشجار زيتون ومن ثم انكشفت صوب الافق مستوطنة المُطلة على يميني والجولان على يساري وجنبه جبل الشيخ.


وكان النزول إلى البلدة تارة بين بساتين الزيتون المشهورة بها المنطقة, وطورا في اراضي غير مزروعة والتي لم تخلو من خطر الانزلاق كونه منحدر ذات حجارة صغيرة في بعض مسيراته. وتعود هذه الشهرة الى ألاف السنين كعمر اشجار الزيتون هذه والمرجح ان يتعدى الالفي سنة وصولا الى الاربعة الاف سنة, كما ذكر كاهن الرعية. وهي مورد رزق لسكان البلدة ويتعدى عددها ال130 الف شجرة وتعرف المنطقة بجودة زيت الزيتون خاصتها والصابون البلدي والعسل. وكنا قد مررنا في مسيرنا على عدة اماكن لتربية النحل.





وهكذا تطل علينا بلدة دير ميماس في ابهى حلّة ووصلنا الى قلب البلدة وقت قداس الاحد
والى جانب شهرتها ببيوتها التقليدية وشوارعها القديمة, فان ابناء البلدة عرفوا بثقافتهم وواكبوا النهضة العلمية لدرجة اطلاق لقب “منار الجنوب” عليها




ومنها انطلقنا الى دير مار ماما الذي يقع غرب البلدة وينسب الى القديس “ماما” الذي عاش في القرن الثالث وعرف بحبه للاسد وبعلاقة صداقة وطيدة معه لدرجة انه خلصه من الموت عندما رمي للاسود ولهذا يلازمه الاسد في ايقوناته. ولتفاصيل القصة يمكنكم الرجوع لسماع الكلمة التي القاها كاهن الرعية الاب اسعد في هذا الخصوص الى حسابي
وقد شيد الدير عام 1404 وتعرض عبر الزمن ومرور الحضارات الى عدة هجومات كان اخرها أشدها حيث دمر كليا من قبل العدو الصهيوني خلال العدوان عام 2006 الى درجة المساس بالقبور من دون اي اعتبار. ويروي الكاهن كيف نزل السكان بعدها لقطف الزيتون وقطفوا معه الايات المبعثرة من الانجيل المقدس والايقونات من على الشجر وجميع الاطراف. ويعود الفضل الى امير دولة قطر, صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة الثاني, في اعادة بناء الكنيسة والدير وله كل الشكر والتقدير. ونرى موقع الدير بين الجبال, اسفل قلعة شقيف وفوق نهر الليطاني ومحاط باشجار الزيتون.

والذي يضفي لمسة خاصة لهذا الدير هو الاهتمام بتزيين جدرانه بايات من الانجيل المقدس, مصورة بالفسيفساء.

وبالعودة الى المسير نحوه فهو ايضا نزولا باكثره ولكن ضمن اشجار كثيفة في البعض منه.
ومن الواضح اهتمام سكانها وبلديتها باستحداث مسيرات ضمنها.



وهكذا نصل الى دير مار ماما وتستقبلنا شجرة السنديانة المعمرة لاكثر من الف سنة.
يعتبر الدير منارة روحية لبلدة دير ميماس وقرى المنطقة, ويعود اسم البلدة الى هذا الدير فكلمة دير تعني مركز عبادة في السامية و”ميماس” منسوبة الى القديس “ماما” المعروف ب “ماماس” بالاتينية.


ومن غير الممكن توديع البلدة من دون التمتع بسفرتها وبالاخص طبق الفريكة على دجاج في احدى بيوت الضيافة وشراء منتوجاتهم من اللبنة المقرصة في زيت الزيتون والعسل البلدي والصابون.

ومن هذه الارض المقدسة التي مشاها يسوع المسيح اودعكم بعطر الورود وصلابة الجذور التي تأبى ان تنتزع من الارض مهما صعبت الظروف.
ويمكنكم دوماً متابعة نقلي المباشر عبر حساباتي على Instagram @ nidal.majdalani
وعلى facebook @ Travelling Lebanon @ Nidal Majdalani
وعلى Twitter @ Nidal Majdalani ،
كذلك يمكنكم تصفّح مدوّني Travelling Lebanon Blog @
nidal.majdalani@gmail.com
وسأنقل الجمال والنشاطات الترفيهية اليوم من اعالي كسروان.




Leave a Reply