من شجرة المليون الى مؤتمر بيروت للبيئة, خطوات تبث الامل لانقاذ بيئتنا وشعبنا

في وسط كل ما يمر به لبناننا في هذه الأيام بالذات على الصعيد الاقتصادي وحيرة بين  الاستراتيجيات الانقاذية, نرى عمل متوازي ما يزال يؤكد على استراتيجية حماية البيئة والقدم في عملية التشجير على نطاق واسع ومدروس.

فقد كان لي الشرف لاشهد غرس “الشجرة المليون” نهار الثلثاء الفائت، من قبل رئيس الجمهورية وفي القصر الجمهوري بالذات كرسالة تأكيد من بيت الشعب على المضي في سياسة التشجير واعتبار حماية البيئة من الأولويات. كما أن مؤتمر بيروت للبيئة الذي عقد البارحة برعاية فخامة الرئيس ووزير البيئة يبث الأمل بايقاف نزف طبيعتنا ونحر جبالنا ومحاربة الفساد المتطاول على اقدس ما اؤتمنا به، على طبيعتنا، بيتنا الاول وملاذنا الاخير.

وخلال حفل  الغرس الذي اعتبره بمثابة عيد للشجرة في لبنان، شدد فخامة الرئيس عون على ضرورة صون ثالوث العوالم الإنسانية والنباتية والحيوانية لحياة متوازنة ورفض فكرة قطع الأشجار الغوغائي والتعويض عن كل شجرة مقطوعة بغرس ست أشجار.

هذه الخطط والإصرار على تطبيقها تصب في المسعى الانقاذي للثروة الحرجية بعد أن خسر لبنان اكثر غاباته ليصل غطائه الحرجي الى ١٣٪ فقط والخطة تهدف إلى زرع أربعين مليون شجرة للوصول إلى تغطية ال ٢٠٪ من الأراضي العامة ووصل غابات لبنان ببعضها البعض.  وكانت الشجرة المليون هذه هي نتاج المجهود الذي وضعته جمعية التحريج في لبنان LRI ودعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID.

أما بالنسبة لمؤتمر بيروت للبيئة ٢٠١٩ الذي عقد البارحة في فندق الهلتون الحبتور تحت عنوان “فرصة لبنان”, وبرعاية  رئيس الجمهورية ووزير البيئة ودعم البنك الدولي الذي تعود له فكرة تنظيم هذا المؤتمر، فقد ضم فعاليات سياسية وبيئية ومنظمات دولية على اعلى المستويات لتحديد مسار العمل الانقاذي لبيئتنا المريضة وتخفيض مستوى التلوث الذي يفتك بشعبنا وكتاكيد من الدولة الكريمة على معالجة الوضع المستفحل من خلال دعم  جهود وزارة البيئة وبالتنسيق مع كافة الجهات المعنية كوزارة الداخلية والقضاء.  وهنا كانت دعوة  الوزير جريصاتي لكافة السياسيين للاعتراف بان بيئتنا ليست بخير وبضرورة اعتبارها اولوية الاولويات لتُحمى من شتى التداخلات ولتطبيق القانون على الجميع.  كما انه وجه نداء الى رئيس الجمهورية للقيام بتعديل الدستور وادراج الشرعة البيئية وتحديد الحقوق والواجبات واعتماد المبادىء الموجبة للوقاية ولجعل الملوث يدفع.  ومن هنا يأتي تعهد الوزير جريصاتي بتحويل وزارة البيئة الى وزارة سيادية لمنع التجاوزات.

بالمختصر, كان البارحة نهارا طويلا ومشوقا بدأ بكلمة ممثل الاتحاد الاوروبي ثم منظمة الامم المتحدة والبنك الدولي ووزير البيئة  الوزير باسيل ممثلا رئيس الجمهورية وطُرحت خلاله المشاكل والاحصاءات المتعلقة بكل من المواضيع التالية والحلول الممكنة من

اخصائيين في جلسات نقاش متتالية ومنظم

الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة

المقالع المستدامة وإدارة الأراضي-

   النظام البيئي والتراث الطبيعي

       نوعية الهواء وتغير المناخ

       الإدارة المتكاملة للأحواض البيئية

  الإدارة البيئية

وتتوج ختامها بمشاركة نائب رئيس الوزراء الوزير غسان حاصباني ممثلا رئيس الوزراء سعد الحريري عن موضوع الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة حيث دارت نقاشات مباشرة مع الحاضرين.

وبعد المشاركة, كناشطة بيئية, في هاتين المناسبتين الواقعتين في اسبوع واحد, ولمس الجهود الحقيقية للتضامن في انجاحها, لا بد لي أن احلم بذلك النهار الذي سأمشي وأنقل لكم صورة لبناننا المكللة جباله بالارز والغابات المتنوعة حتى لو كانت ما زالت شتلا صغيرة اذ ان القطع يتطلب ساعة انما الزرع يتطلب دهرا. ولربما لن اصدم مجددا في جولاتي ومشواتي في أرضنا بكسارات ومقالع تنبت لتفرم ما تبقى من جمال وكمال, كذلك القسم من الجبل الشامخ في جبل موسى الذي مررت به السبت الفائت وتلك البقعة المطلة على شلال كفرحيلدا الذي وصلته من شهر.

وكما دعوتكم يا قرائي ومتابعيّ على حساباتي Instagram وال Facebook بأن “نكزدر” في وطننا وطبيعتنا ونشجع قرانا البعيدة من دون ترك أي شيء خلفنا (#مش_كل_ما_كزدرنا_وسّخنا_ورانا), أعود لاشدّد على هذا الامر وأدعوكم لنشر الكلمة اذ انه ليس من المنطق ان يُعين حارسا على كل انسان ليمنعه ويجازيه على رمي النفايات أو اشعال الغابات, ناهيك عن قطعها.  وليس من المقبول اطلاقاً ترك مخلفات ال picnic اينما توجهنا وأخر ما رأيته كان يوم الاربعاء وعلى ضفاف النهر في أول وادي القديسين, وادي قنوبين!!  حان وقت الغاء الفكرة أن النظافة تقف عند حدود عتبة البيت وكل ما بعدها مباح وكأن الجبال والوديان ليست بيتنا والشوارع والازقة ليست ممراتنا اليومية!!  ألا يكفينا ازمة النفايات والتخبط لايجاد حل لها وما تؤدي من تداعيات على صحتنا في مساحات عيشنا وخاصة عند حرقها؟  هل حقاً نعتبر شعب فاقد لاقل أسس الحضارة ولحس الانتماء للارض والطبيعة, مجبرين الدولة على اقرار عقوبات على الموسخين, بدلا أن نكون قدوة للغرباء على أرضنا وحرساً عليهم؟  ألسنا ابناء الحرف والثقافة والفن والعراقة والحضارة والتجارة والصناعة منذ بداية الزمن؟ وماذا نترك للتاريخ وللانسان من بعد زمننا هذا؟ يمكننا أن نلوم العالم اجمع على مصائبنا ولكن دعونا نقف وقفة ضمير مع ذاتنا أولا وعلى الصعيد الفرديّ, لنبدأ بأن نكون حرساّ على ذاتنا وعلى من حولينا, ومن ثم هيا بنا الى العمل, الى #ثورة_التشجير التي دعوت كل واحد منكم على البدأ بها,  على سطوح ومداخل ابنيتكم وأزقتكم وأي مكان متاح لكم لنعوض بالقليل على جرائم طبيعتنا ونسعى لتنقية الهواء في محيطنا ولعلنا نعود لنفيق على صوت زقزقة العصافير ورائحة الارض في مدننا الملوثة. أعذروا حماسي ولكن لبناننا جنّة الشرق والعالم كما ابرهن لكم في كل مشوار ومقال ومرفوض بالمطلق أن يكون مزبلة وخطر, ليس فقط على شعبه بل أيضاً على جيرانه!!

انتظروا مني قريبا مقالا يتناول حدثا روحيا تاريخيا كنت قد شاركت به مع بدء الشهر المريمي ومن وادي القديسين تحديدا حيث الطبيعة تمجد خالقها وحيث الضباب يمسي بخوراً.  ويمكنكم متابعة بثي المباشر على حساباتي التواصل الاجتماعي stories

 

وللاطلاع على تفاصيل الحدثين اشارككم بما وصلني من المكتب الاعلامي للقصر الجمهوري، ووزارة البيئة

حفل غرس الشجرة المليون في القصر الجمهوري

__باسيل التلوث البيئي غير منفصل عن الفساد السياسي وكارتيلات النفايات والكسارات_

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s